حوار مع تارك فريضة الصلاة
مما لا شك فيه أن تارك فريضة الصلاة يعد كافرا إذا تركها عمدا وهو عالم بفرضيتها، أما تارك الصلاة كسلا فيعد فاسقا ويعزر، ولابد من تحذيره ودعوته إلى القيام بهذه الفريضة المهمة.
وهذا واجب من واجبات الداعية إلى الله وهو إنكار المنكر والسعي في تغييره بشتى الوسائل المتاحة والمباحة.
وفيما يلي سوف أعرض حوارا افتراضيا بيني وبين امرأة تاركة للصلاة كسلا وتخاذلا:
الداعية: هل تصلين جميع الصلوات المفروضة عليك؟
المرأة: لا، لا أصلي جميع الصلوات، ففي بعض الأحيان أكون مشغولة أو متعبة فلا أصلي.
الداعية: ولا تقضين الصلاة التي تركتها؟!
المرأة: لا، لا أقضيها.
الداعية: هل تعلمين أن من يترك الصلاة عمدا وهو عالم بوجوبها يعد كافرا لقوله [: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»؟!
المرأة: نعم، أعلم، ولكني لا أقصد تركها عمدا إنما كما قلت إما أن أكون مشغولة أو متعبة أو في بعض المرات أتركها كسلا مني.
الداعية: لو كنت على موعد مهم مع مدير أو رجل مهم أو ملك، فهل كنت ستخلفين هذا الموعد؟
المرأة: لا.
الداعية: كيف تخلفين موعدك مع ملك الملوك جل في علاه؟!
الداعية: وهل إذا كنت تنتظرين برنامجا معينا في التلفاز، فهل كنت ستفوتينه؟
المرأة: لا.
الداعية: فكيف تفوتين أهم فرض من فرائض الدين وركنا أساسيا من أركان الإسلام.
الداعية: لماذا تبخلين على ربك بخمس دقائق تقابلينه فيها؟! كيف تتوقعين أن يوفقك الله في حياتك وقد تركت حبل الصلة الذي بينك وبينه؟!
المرأة: ولكني لم أترك جميع الصلوات.
الداعية: لا فرق بين تركك لصلاة واحدة وتركك لعشرين صلاة.
المرأة: ولكن الله غفور رحيم.
الداعية: كما أن الله شديد العقاب، يا عزيزتي إن في تركا للصلاة تركك للخير الكثير؛ فقد سئل الله النبي [ عن أفضل الأعمال فقال: «الصلاة» ثم كررها ثلاث مرات، كما أن محافظتك على الصلوات الخمس فيها تكفير لذنوبك؛ لقوله [: «الصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن».
المرأة: إذًا بماذا تنصحينني كي أتمسك وأحافظ على الصلوات دون كسل أو تفويت؟
الداعية: أولا تذكري أن المداومة على ترك الصلاة قد تؤدي إلى الكفر؛ لقوله [ : «لا تتركي الصلاة متعمدا؛ فإن من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله»، ثم ادعي الله عز وجل أن يعينك على الطاعات، واعلمي أن صلاتك أهم من أي عمل آخر وهي التي سوف تنجيك من عذاب النار بإذن الله ورحمته.
المرأة: جزاك الله خيرا على هذه النصائح، ووفقك الله لهداية غيري.
الداعية: جزاك الله خيرا على حسن استماعك، وتقبلك النصيحة.
إن هذا الحوار يبين أن على الداعية استخدام أسلوبي الترغيب والترهيب، والصبر على من يحاوره، والأهم من ذلك كله أن يعلم أن الهداية من الله عز وجل وما عليه إلا بذل الأسباب، هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.